من الإصرار إلى المجد.. أحمد الجوادي يسطع كبطل ذهبي يرفع راية تونس

 
أحمد الجوادي

واصل البطل التونسي العالمي أحمد الجوادي تألقه اللافت في بطولة العالم للألعاب المائية المقامة حاليًا في سنغافورة، حيث أحرز يوم الأحد الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر سباحة حرة، بعدما قطع المسافة بزمن قدره 14:34.41 دقيقة، متفوقًا على الألماني سفن شفارتس الذي حل ثانيًا بزمن 14:35.69، والأمريكي بوبي فينكه الذي جاء ثالثًا بـ 14:36.60.

ويأتي هذا التتويج بعد أيام فقط من فوزه بالميدالية الذهبية الأولى في سباق 800 متر سباحة حرة، ليحقق الجوادي ثنائية ذهبية تُؤكد تفوقه في اختصاصات المسافات الطويلة، وتُجسد تطوره المتسارع في مشواره الاحترافي.

الجوادي: "كنت أطمح لتحطيم الرقم القياسي العالمي"

وعقب تتويجه، عبّر البطل التونسي عن طموحه قائلاً: "صحيح أنني شعرت ببعض الخيبة لعدم تحطيم الرقم القياسي العالمي في 1500 متر، لكنني فخور بهذا التتويج، خاصة أنه الثاني خلال أسبوع واحد فقط"، مشيرًا إلى أن الإنجاز ثمرة سنوات من العمل المتواصل.

مسيرة بدأت من المرسى وبلغت العالمية

أحمد الجوادي، البالغ من العمر 20 عامًا، بدأ مسيرته في سن السادسة مع نادي المستقبل الرياضي بالمرسى، قبل أن ينتقل للاحتراف بفرنسا في صفوف نادي آلب 38 بجامعة غرونوبل، ثم إلى نادي مارتيغ حيث التقى بالمدرب العالمي فيليب لوكاس.

وكانت انطلاقته الدولية عام 2021 في البطولة العربية بأبوظبي، حيث أحرز أربع ميداليات، تلتها خمس أخرى في بطولة إفريقيا 2022. واصل بعدها الهيمنة على البطولات الفرنسية لمسافات 800م و1500م.

محطات بارزة في 2024
  • بطولة العالم (50م) – الدوحة (فيفري 2024)
  • الألعاب الأولمبية – باريس (أوت 2024)
  • بطولة العالم (25م) – بودابيست (ديسمبر 2024)

شارك الجوادي في أولمبياد باريس في سباقات 400م، 800م، و1500م، وحقق المركز الرابع في سباق 800م، بينما حل سادسًا في سباق 1500م. وفي بودابيست، تُوّج بذهبية 1500م وبرونزية 800م، لتكون بطولة سنغافورة بمثابة التتويج لمسار صاعد.

دعم تطوعي وراء الإنجاز.. وغياب رسمي تونسي

ورغم الإنجاز العالمي، فإن الصحفي الرياضي عبد السلام ضيف الله كشف في مداخلة إذاعية أن الجوادي كان مهددًا بعدم المشاركة في البطولة لولا تدخل فريق تطوعي من كفاءات تونسية بالخارج، تولّى تغطية تكاليف إقامته ودعمه لوجستيًا وفنيًا ونفسيًا.

وبحسب ضيف الله، فإن البطل لم يتلقَ أي دعم رسمي من الجامعة أو الوزارة، ولم تُصرف له منحة الدولة إلا بعد التتويج، مضيفًا: "إلى متى نحتفل بالأبطال بعد إنجازاتهم فقط؟".

فريق الدعم التونسي في الظل

ضم الفريق الداعم أسماء مرموقة، من بينهم:

  • البروفيسور علي الجرماتي: رئيس قسم الأشعة بمستشفى بوسطن وعضو اللجنة الطبية لأولمبياد باريس 2024
  • البروفيسور كريم الشمّاري: باحث في علوم المجهود البدني
  • الدكتور وسام الذهبي: خبير في علم الحركة والتغذية
  • الأستاذة ليلى النشراوي: محامية مختصة في القانون الرياضي
  • أحمد بن ضو: أخصائي في العلاج الفيزيائي والتأهيل

هؤلاء شكلوا شبكة دعم متكاملة ساعدت البطل التونسي في بلوغ القمة العالمية، رغم تجاهل الجهات الرسمية.

دعوات لإصلاح العلاقة بين الدولة والرياضيين

وفي ختام تدخله، وجّه عبد السلام ضيف الله نداءً عاجلًا إلى السلطات التونسية من أجل:

  • إرساء منظومة رعاية مستدامة للمواهب الرياضية منذ بداياتهم
  • الاعتراف بالدور الحاسم للكفاءات التونسية بالخارج
  • إشراك الأبطال السابقين في صناعة أبطال المستقبل، مثل أسامة الملولي

وقال في ختام حديثه: "رغم الألم، تونس ولّادة، وواجب الإعلام أن يكشف من يصنعون المجد في الظل"، مُوجّهًا تحية خاصة لأحمد الجوادي وفريقه.

تعليقات