يعيش يوسف البلايلي، الدولي الجزائري ولاعب الترجي الرياضي التونسي، فترة صاخبة عنوانها الغياب، الجدل، وضغوط المفاوضات. فقد تسبب تغيّبه المفاجئ عن موعد العودة إلى التمارين دون أي تبرير رسمي في حالة من الاستياء العارم داخل إدارة الفريق التونسي، لتفتح بذلك فصلاً جديدًا في قصة اللاعب الذي ارتبط اسمه مؤخرًا بالعودة إلى مولودية الجزائر.
غياب يثير التساؤلات
لم يكن غياب البلايلي عن التمارين حدثًا عاديًا، إذ رأت فيه إدارة الترجي تصرفًا غير مسؤول خصوصًا مع اقتراب موعد الاستحقاقات المحلية والإفريقية. الإدارة منحت اللاعب مهلة تنتهي يوم السبت القادم للالتحاق بالمجموعة خلال التربص التحضيري. هذه المهلة تعكس رغبة واضحة في منحه فرصة أخيرة لتدارك الوضع قبل اتخاذ قرارات أكثر صرامة.
رفض تجديد العقد وتجدد الجدل
الجدل ازداد حدّة بعدما أفادت تقارير جزائرية بأن البلايلي رفض عرضًا جديدًا من الترجي لتجديد عقده. هذا الرفض لم يمر مرور الكرام بين جماهير النادي، التي انقسمت بين من يرى أن اللاعب يسعى للضغط من أجل الرحيل، وبين من يعتقد أن الإدارة لم تتعامل بالمرونة المطلوبة. البلايلي، البالغ 33 عامًا، لا يزال يُعتبر من أبرز لاعبي الفريق، خاصة بعد بصمته التاريخية في كأس العالم للأندية، حيث سجل هدفًا حاسمًا أمام لوس أنجلوس الأمريكي.
مفاوضات متقدمة مع مولودية الجزائر
كل المعطيات تشير إلى أن عودة البلايلي إلى مولودية الجزائر باتت وشيكة. مصادر مطلعة أكدت أن اللاعب تلقى عرضًا ماليًا ضخمًا يقدر بـ90 ألف يورو شهريًا، وهو ما يعادل تقريبًا ثلاثة أضعاف راتبه الحالي. الإعلان الرسمي عن الصفقة قد لا يكون بعيدًا، خاصة مع رغبة الطرفين في التوصل لاتفاق نهائي خلال الأيام المقبلة.
تصريحات والد البلايلي: الغموض سيد الموقف
في حديث لجريدة "Compétition" الجزائرية،
حاول حفيظ البلايلي، والد اللاعب،
تهدئة الأجواء قائلًا:
الكرة الآن في ملعب المولودية والترجي،
والمفاوضات مستمرة… يوسف لا يزال مرتبطًا بعقد،
وننتظر ما ستسفر عنه المحادثات
.
عباراته حملت رسالة مزدوجة:
من جهة التمسك بالعقد القائم،
ومن جهة أخرى فتح الباب أمام الانتقال
إذا ما تم التوصل لتفاهم مالي.
عبارته الشهيرة:
اللي فيه الخير ربي يجيبو
لاقت تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل.
القيمة المالية للصفقة محل جدل
إدارة الترجي لم تُخفِ تمسكها بالحصول على مقابل مادي معتبر مقابل التخلي عن نجمها. فقد حددت مبلغ 1 مليون يورو كشرط أساسي لإتمام الصفقة. في المقابل، اعتبرت مصادر جزائرية أن هذا الرقم مرتفع نسبيًا مقارنة بإمكانيات المولودية. غير أن البلايلي نفسه أبدى استعداده للتنازل عن جزء من مستحقاته لتسهيل عملية الانتقال، وهو ما قد يكون نقطة الحسم.
الجماهير: بين الغضب والتفهم
جماهير الترجي عبرت عن استيائها من غياب اللاعب ورفضه للتجديد، معتبرة ذلك إخلالًا بالتزاماته تجاه الفريق. لكن في المقابل، هناك من أبدى تفهمه لرغبته في العودة إلى الجزائر بعد مسيرة طويلة في الملاعب العربية. النقاش الجماهيري يعكس الانقسام الحاد بين من يراه خائنًا للأمانة، ومن يراه لاعبًا محترفًا يسعى لتحسين وضعه المالي.
الأثر الفني لرحيل البلايلي
من الناحية الرياضية، رحيل البلايلي قد يُحدث فراغًا كبيرًا في تشكيلة الترجي. اللاعب يتميز بالمهارة الفنية العالية، القدرة على اختراق الدفاعات، والتأثير المباشر في المباريات الكبرى. خسارته في الخط الأمامي ستفرض على إدارة النادي البحث عن بديل بنفس القيمة الفنية، وهو أمر ليس بالسهل في سوق الانتقالات الحالي.
السيناريوهات المحتملة
- بقاء اللاعب: في حال استجاب البلايلي لمهلة الإدارة وعاد للتمارين، مع إمكانية إعادة فتح ملف التجديد بشروط جديدة.
- انتقاله للمولودية: السيناريو الأقرب، خاصة مع وجود عرض مالي قوي ورغبة اللاعب الواضحة في العودة.
- رحيل مؤجل: قد يتم الاتفاق على استمرار اللاعب حتى نهاية الموسم الحالي، على أن يغادر الصيف المقبل.
أزمة يوسف البلايلي مع الترجي لم تعد مجرد ملف رياضي، بل تحولت إلى قضية رأي عام بين الجماهير والإعلام. ومع استمرار المفاوضات بين إدارة الناديين، يظل المستقبل غامضًا، لكن المؤكد أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان اللاعب سيواصل مشواره مع "باب سويقة" أو سيعود رسميًا إلى أحضان مولودية الجزائر.