أثارت لقطة مثيرة التقطتها كاميرات التلفزيون خلال مباراة الترجي الرياضي التونسي ضد الملعب التونسي، مساء السبت 13 سبتمبر 2025، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما ظهر مدرب الترجي ماهر الكنزاري وهو يوجه شتيمة علنية وصادمة إلى أحد لاعبيه، في حادثة اعتبرها كثيرون إساءة مباشرة للقيم الأخلاقية والرياضية.
حادثة صادمة على الهواء
الدقيقة 65 من المباراة حملت اللقطة التي أشعلت مواقع التواصل، إذ وبّخ الكنزاري لاعبه شهاب الجبالي بسبب عدم تمريره الكرة لزميله، مستخدماً ألفاظاً جارحة و سبا للجلالة التقطتها بوضوح كاميرات القناة الوطنية التونسية وقناة الدوري والكأس. وسرعان ما انتشرت المقاطع على شبكات التواصل الاجتماعي، لتفجر سيلاً من ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة.
جمهور الترجي نفسه عبّر عن استيائه من هذا التصرف، فيما استغلت بعض الصفحات المحسوبة على أندية منافسة الحدث لتصعيد الحملة ضد المدرب. واعتبر كثيرون أن العبارات التي تفوه بها الكنزاري تجاوزت كل حدود اللياقة، وبلغت حدّ المساس بالمقدسات.
تحركات منتظرة من الرابطة الوطنية المحترفة
وفق مصادر متطابقة، فإن لجنة التأديب في الرابطة الوطنية المحترفة قد تتجه إلى استدعاء مدرب الترجي للاستماع إلى أقواله بخصوص الحادثة، وذلك استناداً إلى التسجيلات التلفزيونية التي وثقت ما صدر عنه بشكل واضح.
وفي تعليق على القناة الناقلة، اعتبر المحلل التحكيمي تمام حمدون أن الحكم نضال اللطيف كان ملزماً بالتدخل عبر تقنية الفيديو (VAR) واتخاذ قرار تأديبي صارم قد يصل إلى طرد المدرب بالبطاقة الحمراء، مؤكداً أن ما حدث لا يتماشى مع القيم الرياضية ولا مع صورة نادٍ عريق بحجم الترجي الرياضي.
خسارة جديدة تزيد الضغط
إلى جانب الأزمة الأخلاقية التي انفجرت عقب المباراة، تلقى الترجي خسارته الأولى هذا الموسم بعد خمس جولات، لم يتمكن خلالها من تحقيق الفوز سوى في مناسبتين، مقابل تعادلين وخسارة. هذه النتائج أثارت قلق الجماهير التي كانت تأمل في انطلاقة قوية للفريق حامل اللقب وصاحب 34 تتويجاً في الدوري المحلي.
اللقاء شهد هدفاً حاسماً سجله لاعب الملعب التونسي محمد الخميسي، بينما أضاع مهاجمو الترجي، على غرار يوسف بلايلي وأشرف الجابري ومحمد أمين بن حميدة، عدة فرص محققة للتسجيل. دفاع الملعب التونسي أظهر صلابة كبيرة وتمكن من حماية شباكه حتى النهاية، ليخطف الفريق النقاط الثلاث ويصعد إلى صدارة الترتيب مؤقتاً.
ترتيب الترجي بعد المباراة
بهذه الخسارة، تجمد رصيد الترجي عند 8 نقاط في المركز الخامس، متأخراً بثلاث نقاط كاملة عن المتصدر الملعب التونسي. وضعية تضع الفريق في موقف لا يُحسد عليه وتزيد الضغوط على المدرب ماهر الكنزاري، الذي يواجه انتقادات حادة ليس فقط بسبب نتائج الفريق، بل أيضاً بسبب سلوكه على خط التماس.
حادثة الشتيمة التي صدرت عن الكنزاري في مباراة الملعب التونسي فتحت الباب واسعاً للنقاش حول أخلاقيات الرياضة، ودور المدربين في ترسيخ القيم داخل الملاعب. وبينما يترقب الشارع الرياضي قرار الرابطة بشأن ما جرى، يبقى الترجي مطالباً بإعادة ترتيب أوراقه حتى لا تتحول الأزمة الفنية والأخلاقية إلى بداية موسم كارثي يهدد طموحات الفريق وجماهيره.