من بينها صفقة فهد المسماري: رئيس هيئة الرقابة المالية بالنادي الإفريقي يكشف عن إخلالات مالية "خطيرة"

محمد الشافعي


أثارت تدوينة نشرها محمد الشافعي، رئيس الهيئة العليا للرقابة المالية والاستراتيجية بـالنادي الإفريقي، جدلاً واسعًا بين جماهير الفريق العريق. فقد كشف المسؤول عن مجموعة من الصعوبات الإدارية والتنظيمية التي يمر بها النادي خلال الفترة الراهنة، مما يعكس عمق الأزمة التي يعيشها الأحمر والأبيض على أكثر من صعيد.

صفقات متعثرة ومستحقات عالقة

أشار الشافعي إلى أن صفقة اللاعب فهد المسماري القادم من نادي التحدي الليبي في جانفي الماضي لم يتم تسديد قيمتها المالية حتى اليوم. وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى جدية الإدارة في الالتزام بتعهداتها التعاقدية. كما لم يخفِ استياءه من طريقة التعاقد مع ريتشارد بوادو، الذي تم جلبه رغم إصابته. وأضاف أن صفقة المهاجم الكاميروني أرموند كوه كانت من أثقل الصفقات من حيث الحوافز والقيمة المالية، وهو ما جعلها عبئًا إضافيًا على ميزانية النادي.

ديون متراكمة لصالح الفنادق

لم تتوقف انتقادات الشافعي عند حدود الصفقات، بل تطرقت أيضًا إلى المستحقات المالية المتراكمة لصالح الفنادق التي تعامل معها النادي خلال السنوات الماضية. وأوضح أن بعض هذه الديون تعود إلى فترات سابقة ولم يتم تسويتها إلى اليوم، في دليل على الفوضى المالية والإدارية وغياب آليات متابعة دقيقة لحسن التصرف في الموارد.

غياب الشفافية والمحاسبة

بحسب تدوينة الشافعي، فإن الأزمة لا تتعلق فقط بالأموال، بل تمتد إلى طريقة التسيير بصفة عامة. فقد اعتبر أن غياب المحاسبة والشفافية في إدارة العقود والصفقات جعل النادي يعيش حالة من التخبط المالي. وهو ما يهدد استقراره الرياضي، خاصة مع التزامات الفريق في البطولة المحلية والمشاركات القارية.

انتقاد لاذع للتسيير الحالي

في لهجة نقدية لاذعة، وجّه الشافعي أصابع الاتهام إلى الأطراف المسؤولة عن التسيير، قائلاً: “أحسنتم، لقد دمّرتم النادي”. وهو تصريح يعكس حجم الإحباط الذي يشعر به داخل أروقة الفريق. حيث يرى أن سوء التسيير أدى إلى تراكم الأزمات وغياب الحلول العملية التي يمكن أن تضع حدًا لهذا النزيف المالي والإداري.

تداعيات الأزمة على مستقبل النادي

الأزمة التي تحدث عنها الشافعي قد تنعكس سلبًا على مستقبل النادي الإفريقي، سواء من الناحية الرياضية أو المالية. فالديون المتراكمة قد تؤثر على إمكانية التعاقد مع لاعبين جدد، بينما قد يؤدي سوء التسيير إلى فقدان الثقة بين الجماهير والإدارة. كما أن تواصل النزيف المالي قد يضع الفريق في مواجهة عقوبات محتملة من الجهات المنظمة للمسابقات المحلية والدولية.

الحلول الممكنة

يرى مراقبون أن الخروج من الأزمة يتطلب وضع خطة إصلاح شاملة تشمل إعادة هيكلة الديون، ومراجعة الصفقات المثيرة للجدل، بالإضافة إلى فرض آليات رقابة صارمة على جميع المعاملات المالية. كما أن تعزيز الشفافية عبر نشر التقارير المالية بشكل دوري قد يساعد على استعادة ثقة الجماهير والمستثمرين على حد سواء.

جماهير غاضبة تنتظر الإصلاح

جماهير الإفريقي المعروفة بوفائها تتابع هذه المستجدات بقلق شديد. فهي ترى أن الفريق، الذي يُعتبر من أعرق الأندية التونسية وأكثرها تتويجًا، لا يستحق أن يمر بمثل هذه الأزمات. وقد طالبت في مناسبات عديدة بضرورة تغيير جذري في طريقة إدارة النادي من أجل استعادة مكانته كقوة كبرى في الكرة التونسية والإفريقية.

خاتمة: صرخة من أجل الإنقاذ

ما كشفه محمد الشافعي ليس مجرد تدوينة عابرة، بل هو بمثابة جرس إنذار ينبه إلى خطورة الوضع الحالي داخل النادي الإفريقي. فالفوضى المالية والصفقات غير المدروسة قد تهدد كيان الفريق إذا لم يتم التحرك سريعًا. ويبقى الأمل معقودًا على إرادة الإصلاح لإعادة الإفريقي إلى السكة الصحيحة التي تليق بتاريخه وجماهيره.

تعليقات