نتائج باكالوريا 2025: صفاقس تتصدّر ترتيب الولايات وولاية القصرين في أسفل القائمة

نتائج الباكالوريا

أعلنت وزارة التربية التونسية يوم الأحد 22 جوان 2025 عن ترتيب المندوبيات الجهوية للتربية استنادًا إلى نسب النجاح في الدورة الرئيسية من امتحان الباكالوريا 2025. وكشفت النتائج عن تفاوت كبير بين الولايات، حيث برزت بعض الجهات في المراتب الأولى فيما عجزت ولايات أخرى عن تجاوز معدلات ضعيفة تقل عن 30%.

صفاقس تواصل التفوق في المراتب الأولى

كعادتها، سجلت ولاية صفاقس حضورًا قويًا في صدارة الترتيب الوطني. فقد احتلت صفاقس 1 المرتبة الأولى بنسبة نجاح بلغت 55.75%، تلتها صفاقس 2 في المرتبة الثانية بنسبة 54.89%. هذا التفوق يعكس جودة البنية التربوية في الجهة ومستوى الإقبال على التميز الدراسي.

أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب ولاية مدنين بنسبة 50.75%، لتؤكد ولايات الجنوب الشرقي قدرتها على منافسة بقية الجهات الساحلية في مجال التفوق الدراسي.

المراتب العشر الأولى: حضور قوي للساحل والعاصمة

  • أريانة – 47.95%
  • المهدية – 47.12%
  • تونس 1 – 46.85%
  • نابل – 46.08%
  • بن عروس – 45.72%
  • المنستير – 45.63%
  • تونس 2 – 43.31%

يتضح من هذه الأرقام أن ولايات الساحل التونسي إضافة إلى العاصمة وضواحيها حافظت على نسب نجاح مرتفعة، وهو ما يعكس توازنًا بين البنية التربوية والتشجيع الأسري على النجاح في هذه الجهات.

المراتب الوسطى: نسب متقاربة وصراع على المعدلات

احتلت عدة ولايات مراكز وسطى بنسب تراوحت بين 30% و41%. أبرزها:

  • قابس – 41.63%
  • بنزرت – 40.12%
  • منوبة – 39.59%
  • تطاوين – 39.08%
  • سيدي بوزيد – 37.09%
  • قبلي – 36.28%
  • باجة – 33.72%
  • الكاف – 33.42%
  • سليانة – 33.30%
  • توزر – 33.24%

هذه النتائج المتقاربة تعكس أداءً متوسطًا يحتاج إلى مزيد من الدعم، حيث إن الفوارق البسيطة بين هذه الولايات تجعل إمكانية التحسن في الدورات القادمة أمرًا ممكنًا إذا توفرت الظروف الملائمة.

المراتب الأخيرة: القصرين تسجل أدنى نسبة وطنية

على الطرف المقابل، سجلت بعض الولايات نسب نجاح ضعيفة لم تتجاوز 32%، ما يعكس وجود إشكاليات تربوية وتنموية متراكمة. وقد جاءت النتائج كالتالي:

  • القيروان – 31.54%
  • زغوان – 31.19%
  • جندوبة – 28.26%
  • قفصة – 28.02%
  • القصرين24.53% (الأدنى وطنيًا)

هذه الأرقام تطرح تساؤلات جادة حول الفوارق الجهوية، خاصة أن بعض هذه الولايات تعاني من نقص في الموارد وصعوبات اجتماعية واقتصادية قد تنعكس مباشرة على الأداء الدراسي للتلاميذ.

قراءة أولية في نتائج بكالوريا 2025

تؤكد هذه النتائج وجود تفاوت واضح بين الولايات، حيث تميزت ولايات الساحل والجنوب الشرقي بنسب نجاح مرتفعة، مقابل نسب ضعيفة في بعض ولايات الداخل والغرب.

هذه المؤشرات تسلط الضوء على ضرورة وضع خطط إصلاحية تراعي خصوصيات كل جهة، من أجل تقليص الفجوة الجهوية وضمان تكافؤ الفرص لجميع التلاميذ.

أسباب التفاوت بين الجهات

يربط خبراء التربية هذه الفوارق بعدة عوامل، منها:

  • التفاوت في الإمكانيات التعليمية: توفر الموارد البشرية والتجهيزات يختلف من جهة لأخرى.
  • الوضع الاجتماعي والاقتصادي: ارتفاع نسب البطالة والفقر في بعض الولايات يؤثر سلبًا على التحصيل العلمي.
  • الهجرة الداخلية: نزوح العائلات نحو المدن الساحلية والعاصمة ساهم في تعزيز نسب النجاح هناك.
  • الدروس الخصوصية: انتشارها في بعض الولايات يعزز نسب النجاح مقارنة بولايات لا يتوفر فيها هذا الخيار على نطاق واسع.

توصيات للمرحلة القادمة

من الضروري أن تعمل وزارة التربية بالتعاون مع المندوبيات الجهوية على تعزيز التكافؤ التعليمي، وذلك عبر:

  • تطوير البنية التحتية للمؤسسات التربوية في الولايات الداخلية.
  • توفير برامج دعم وتدارك للتلاميذ ذوي المستوى الضعيف.
  • تحفيز الإطار التربوي على العمل في الجهات ذات النتائج المنخفضة.
  • مضاعفة الجهود في المتابعة النفسية والاجتماعية للتلاميذ.


تمثل نتائج الباكالوريا 2025 مرآة حقيقية لواقع التعليم في تونس، حيث يكشف الترتيب الوطني عن نجاح بعض الجهات في ترسيخ مكانتها في الصدارة، فيما تكافح جهات أخرى لتجاوز الصعوبات. وبين التفوق والضعف، يبقى التحدي الأكبر أمام الدولة هو تحقيق عدالة تعليمية تضمن لأبناء كل الولايات فرصًا متساوية للنجاح والتميز.

تعليقات